الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما يؤسف له وجود هذا الخلل في بيوت المسلمين حتى إن بعضهم لا يتحرز من مثل ما ذكرته في السؤال فالله المستعان. وأما ما وقع منك فاعلم أنك قد بلغت الحلم بإخراجك المني بشهوة، فإن إخراج المني إحدى علامات البلوغ، وقد بيناها في الفتوى رقم: 26889.
وكان الواجب عليك أن تغتسل وتصلي، وإذ لم تفعل فإن صلاتك تلك وقعت باطلة لافتقادها شرطا من شروط صحتها وهو الطهارة، والواجب عليك الآن عند الجمهور هو أن تعرف عدد الصلوات التي صليتها والحال ما ذكر ثم تقضيها، فإن عجزت عن معرفتها فتحر واقض من الصلوات ما يحصل لك به اليقين أو غلبة الظن بأنك قد أبرأت ذمتك، ويرى بعض العلماء أن من ترك شرطا من شروط الصلاة جاهلا به لم يلزمه القضاء، والقول الأول أحوط وأبرأ للذمة، وانظر لتفصيل الخلاف في هذه المسألة الفتوى رقم: 109981 ورقم: 125226، وإنما يلزمك القضاء بما لا تتضرر به في بدنك أو في معيشة تحتاجها، ومن ثم فإنك تقضي من الصلوات ما لا يحصل عليك به ضرر في مذاكرتك، وانظر الفتوى رقم: 70806.
وأما الصوم فلا يلزمك قضاء شيء منه لأن الأصل براءة ذمتك، ولأنه على فرض كون هذا وقع منك حال الصوم وأنت تعتقد إباحته وتجهل كونه مفطرا فإنك لا تفطر بذلك، وقد بينا أن من فعل ما يفطر به جاهلا لم يفسد صومه على الراجح وذلك في الفتوى رقم: 127842 ورقم: 79032.
وأما الاستمناء فهو محرم عندنا بكل حال، فيأثم من تعمد فعله، وقد سبق لنا بيان حكم هذه المسألة مرارا وذكرنا كلام العلماء فيها وما يترتب على الاستمناء من أضرار، وانظر الفتوى رقم: 132623 وما أحيل عليه فيها، ولبيان الحال التي يجوز فيها الاستمناء راجع الفتوى رقم: 130812 وما أحيل عليه فيها، وفي هذه الفتوى كلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية حقيق بالمراجعة.
والله أعلم.