الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه تجوز التلاوة في مكان مظلم وقد يكون ذلك أفضل إذا كان أبعد عن الرياء وأقرب إلى تدبر معاني القراءة، ويدل لذلك حض الله على القيام بالليل وقراءة القرآن فيه، كما قال تعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون. {الذاريات: 15-18}.
قال القرطبي: بين الله في هذه الآية فضل صلاة الليل على صلاة النهار وأن الاستكثار من صلاة الليل بالقراءة فيها ما أمكن أعظم للأجر وأجلب للثواب.
وتجدر الإشارة إلى أن مجرد الظلمة لا تترتب عليها محمدة ولا مذمة، وراجع لمزيد الفائدة فتوانا رقم: 1720.
والله أعلم.