الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد
فهذه الحيرة إنما أوقعك فيها الوسواس الذي بلغ منك مبلغاً عظيماً، وليس لهذه الحيرة ما يسوغها البتة، فعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس وأن تطرحي عنك تلك الشكوك المبنية على غير أساس، فإن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم بانتقال النجاسة من جسم لآخر إلا بتيقن ذلك، فما لم يحصل اليقين الجازم بانتقال النجاسة فالأصل بقاء الطهارة فيستصحب هذا الأصل ولا ينتقل عنه بمجرد الشكوك، وانظري الفتوى رقم: 128341.
وبه تعلمين أن طوافك صحيح وأن بدنك وثيابك كان محكوماً بطهارتهما لعدم وجود يقين بتنجس شيء من ذلك وكذا مقعد السيارة كان محكوماً بطهارته لما ذكر، ونحذرك ختاماً من الوساوس والاسترسال معها فإنها تفتح على العبد باب شر عظيم وتجلب عليه من العناء ما ينغص عليه عيشه ويكدر صفو حياته، ولبيان كيفية علاج الوساوس انظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
والله أعلم.