الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فظاهر أن ما تشعر به من قبيل الوسوسة، فابتعد عن التفكير فيه ولا تلتفت إليه؛ لأن ذلك هو أنفع علاج له. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
والطلاق لا يقع إلا بلفظ صريح يدل عليه أو كناية- وهي كل لفظ يدل على الفرقة وليس صريحا فيها- ولا تكون الكناية طلاقا إلا مع نية إيقاعه.
قال ابن قدامة في المغني: إذا ثبت أنه يعتبر فيه اللفظ, فاللفظ ينقسم فيه إلى صريح وكناية, فالصريح يقع به الطلاق من غير نية, والكناية لا يقع بها الطلاق حتى ينويه, أو يأتي بما يقوم مقام نيته. انتهى .
وبناء على ما تقدم، فلا يقع الطلاق باستحضارك لنيته وأنت تقرأ الآيات المتعلقة به، سواء حصلت رغبة في الطلاق عند القراءة أم لا، ولا يوقع الطلاق أيضا كونك تتعمد استحضار نيته أو تقدر على دفع الهاجس المذكور ولم تفعل، ولا يتسع المقام للبحث في آيات الطلاق من سورة البقرة هل هي من الصريح أو الكناية.
فالمهم في حقك أنه لا يلزمك طلاق باستحضار نيته أثناء القراءة كما سبق، مع التنبيه على أن صريح الطلاق عند الجمهور هو لفظ الطلاق وما تصرف منه مثل طالق ومطلقة ونحوهما، وزاد الشافعية لفظ الفراق والسراح وما تصرف منهما ووافقهم الحنابلة في رواية لهم، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 127970
وأما الكناية فكل لفظ يفيد الفرقة ويؤدي معنى الطلاق كما سبق في الفتوى رقم: 78889.
والله أعلم.