الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزنا من أكبر الكبائر وأشنع الجرائم، كما أن الإجهاض جريمة أخرى لكن مهما عظم الذنب فإن من سعة رحمة الله وعظيم كرمه أنه يقبل التوبة، بل إن الله يفرح بتوبة العبد ويحب التوابين ويبدل سيئاتهم حسنات، والتوبة الصحيحة تمحو أثر الذنب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِن الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه مع الستر على النفس وعدم المجاهرة بالذنب.
فإذا كنت قد تبت توبة صادقة فأبشري خيرا بعفو الله، واجتهدي في القيام بحق زوجك ومعاشرته بالمعروف، وتفاهمي معه وطالبيه بمعاشرتك بالمعروف، واعلمي أنه إذا نزلت المصائب على العبد أو شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور فعليه أن يتهمّ نفسه ويراجع حاله مع الله فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة، قال ابن القيم: ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ولا حلت به نقمة إلا بذنب.
فعليك مراجعة نفسك وتجديد التوبة من كل الذنوب والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي الظاهرة والباطنة، وأكثري من الذكر والدعاء، فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.