الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتوبة لها شروط لا تصح بدونها، وهي الإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه، وإذا كان الذنب يتعلق بحق آدمي فيشترط رد الحق له، أو استحلاله منه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 5646.
فعلى زوجتك أن تستحل زوجها الأول من ظلمها له إن أمكنها ذلك وتسترضيه بما يمكن ولو بإعطائه مالا، ولا يمنع من ذلك كونها صارت أجنبية منه، فيمكنها أن يكون ذلك عبرأحد محارمها، أو نحو ذلك، فإن أعراض المسلمين مصانة وانتهاك حقوقهم معصية عظيمة وتوابعها جد خطيرة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ. صحيح البخاري.
والله أعلم.