الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك وأن يلهمك رشدك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عن من سواه.
ثم عليك أيها السائل الكريم أن تتوب إلى الله تعالى من دخول مثل هذه الغرف الآثمة المفسدة، ومن تحصيل المال بهذه الطريقة الشنيعة المنحرفة، فإنه لا يخفى على أحد حرمة الأمرين جميعا.
وأما كون السائل أولى بهذا المال من صاحبه الذي سينفقه على من يتاجرن بأعراضهن أو أولى به من أولئك اللاتي يبعن شرفهن برصيد جوال، فكل هذا من تزيين الشيطان وأساليبه التي يصطاد بها الناس، ولم يأت في الشرع أن من يبذل أمواله في الحرام يؤخذ منه ليصرفه الآخذ على نفسه، فليس لأحد أن يعتدي على أموال الغير بهذه الذريعة، ومعاقبة الفاسد ليس إلى الآحاد بل هذا منوط بالحاكم الشرعي، فصاحب المال أولى به، وارتكابه للقبائح وسفهه لا يبيح ماله لغيره، فلا يحملنك وقوع صاحب المال في الفواحش على اقتراف المعاصي وأكل الحرام.
وأما مسألة ضيق ذات يديك فعلاجها لا يكون بفتح باب الحرام على نفسك، بل للرزق أسباب ووسائل متاحة ومباحة غير ما تفعل، وقد سبقت لنا بعض النصائح لمن ضاق عليه الرزق في الفتوى رقم: 7768.
والله أعلم.