علاج ضيق ذات اليد لا يكون باللجوء للحرام

15-1-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أنا شاب عمري 24 سنة، وأمي توفيت، وأعيش ظروفا صعبة مهلكة جدا بمعنى الكلمة، حتى وصل الحال بي إلى بداية مرض نفسي من شدة معاناتي من الفقر، ومنذ أربع سنوات عاطل عن العمل، ولم تتوفر لي فرص في العمل، وأنا أعيش في العراق سؤالي هو : عندما وصل بي الحال إلى هذا الأمر المزري السيء من قلة النقود وشحها، بدأت الدخول باسم بنت إلى غرفة دردشة معينة في الانترنيت (غرفة الدردشة التي أقصدها 90% من زوارها عبارة عن دعارة وتعارف غير شريف المبدأ، ومدير هذه الدردشة يسمح للزوار بالدخول بأسماء مخلة للأدب، بحيث أصبحت غرفة الدردشة هذه بؤرة للفساد، بكلامي هذا أود أن أوضح أن الفاسدين يدخلون هذه الدردشة ويتعرفون على البنات مقابل بطاقات شحن رصيد الجوال، ومن شدة حاجتي للنقود بدأت أدخل لهذه الغرفة باسم بنت، وأحتال على الشباب الفاسدين، وآخذ منهم الرصيد وأقول أنا أولى به من غيري، وأفكر وأقول هذا الشاب دخل ومعه بطاقة شحن رصيد سوف يعطيها سواء لبنت أو لي، فأنا أولى بها من البنت التي تبيع شرفها مقابل بطاقة شحن؛ لأني بحاجة شديدة للنقود وأفكر وأقول إن هذه البطاقة سوف يصرفها صاحبها على شيء حرمه الله، وأنا محتاج فأنا أولى بها من البنت الفاسدة التي تأخذها وتبيع شرفها للشباب مقابل بطاقة شحن.
وخلاصة تفكيري أقول إن هذا الشاب الفاسد الذي يدخل هذه الدردشة سوف يصرف بطاقات شحن على أمر حرمه الله ويصرفها على الفساد ويشتري بها أعراض الناس. فهل يجوز لي الدخول بهذه الطريقة وأخذ بطاقات الشحن بهذه الطريقة كوني فقيرا وبحاجة شديدة إلى المال. والله العظيم وأنا سوف آخذ هذا المال وأستغله في الحلال، واصرف على نفسي وأحاول أن أجمع مبلغا معينا بحيث أستطيع فتح مشروع به، وبعدها أقلع عن غرفة الدردشة هذه وأقلع عن هذه الطريقة .. (وما حكم فعلي هذا وما هي فتواكم المجزية ) أفيدوني جزاكم الله كل الخير .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك وأن يلهمك رشدك، وأن يكفيك بحلاله عن حرامه، ويغنيك بفضله عن من سواه.

ثم عليك أيها السائل الكريم أن تتوب إلى الله تعالى من دخول مثل هذه الغرف الآثمة المفسدة، ومن تحصيل المال بهذه الطريقة الشنيعة المنحرفة، فإنه لا يخفى على أحد حرمة الأمرين جميعا.

وأما كون السائل أولى بهذا المال من صاحبه الذي سينفقه على من يتاجرن بأعراضهن أو أولى به من أولئك اللاتي يبعن شرفهن برصيد جوال، فكل هذا من تزيين الشيطان وأساليبه التي يصطاد بها الناس، ولم يأت في الشرع أن من يبذل أمواله في الحرام يؤخذ منه ليصرفه الآخذ على نفسه، فليس لأحد أن يعتدي على أموال الغير بهذه الذريعة، ومعاقبة الفاسد ليس إلى الآحاد بل هذا منوط بالحاكم الشرعي، فصاحب المال أولى به، وارتكابه للقبائح وسفهه لا يبيح ماله لغيره، فلا يحملنك وقوع صاحب المال في الفواحش على اقتراف المعاصي وأكل الحرام.

وأما مسألة ضيق ذات يديك فعلاجها لا يكون بفتح باب الحرام على نفسك، بل للرزق أسباب ووسائل متاحة ومباحة غير ما تفعل، وقد سبقت لنا بعض النصائح لمن ضاق عليه الرزق في الفتوى رقم: 7768.

والله أعلم.

www.islamweb.net