الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يقل أحد من العلماء بكفر الأشاعرة أو كفر من تأول بعض الصفات فيما نعلم، بل قد أثنى عليهم علماء أهل السنة والحديث وإن خطؤوهم فيما خالفوا فيه مذهب السلف.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الأشاعرة ليسوا كفاراً وإنما أخطأوا في تأويلهم بعض الصفات. انتهى.
وفيها أيضاً: موقفنا من أبي بكر الباقلاني والبيهقي، وأبي الفرج ابن الجوزي وأبي زكريا النووي، وابن حجر وأمثالهم ممن تأول بعض صفات الله تعالى أو فوضوا في أصل معناها -إنهم في نظرنا من كبار علماء المسلمين الذين نفع الله الأمة بعلمهم فرحمهم الله رحمة واسعة وجزاهم عنا خير الجزاء، وأنهم من أهل السنة فيما وافقوا فيه الصحابة رضي الله عنهم وأئمة السلف في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، وأنهم أخطأوا فيما تأولوه من نصوص الصفات وخالفوا فيه سلف الأمة وأئمة السنة رحمهم الله سواء تأولوا الصفات الذاتية وصفات الأفعال أم بعض ذلك. انتهى.
وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 146197 طرفاً من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الأشاعرة وثنائه عليهم وإن كانوا مخطئين في مسائل معروفة في كتب المعتقد ومنها تأويل كثير من الصفات.
وأما عن القول بخلق القرآن ولماذا عد العلماء هذه المقالة من المقالات الكفرية فانظر الفتوى رقم: 130498 وما أحيل عليه فيها. وفيها بينا أنه لا يلزم من إطلاق القول بأن هذه المقالة كفر تكفير كل من قال بها.
والله أعلم.