الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القرآن ثبت في فضل تعلمه عدة أحاديث منها: حديث البخاري: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
وحديث: ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده. رواه مسلم وأبو داود وغيرهما.
ومن قرأ القرآن ونوى حفظه ثم مات قبل ذلك ورد في شأنه حديث متكلم في سنده، وهو ما جاء في الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: من قرأ القرآن ثم مات قبل أن يستظهره، أتاه ملك فعلمه في قبره فيلقى الله وقد استظهره.
وفي الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي: وأخرج أبو الحسين بن بشران في الجزء الأول من فوائده وابن النجار في تاريخه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ القرآن ثم مات قبل أن يستظهره أتاه ملك فعلمه في قبره فلقى الله تعالى وقد استظهره.
وفي سند ابن شاهين من تكلم فيهم ففيه عطية بن سعد العوفي الكوفي وهو ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح، كما في طبقات المدلسين لابن حجر، وفيه الصبي بن الأشعث بن سالم السلولي عده الجرجاني في الضعفاء في كتابه الكامل في ضعفاء الرجال، وقد عارض ظاهره ما هو أصح منه وهو قوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها. رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي: حديث صحيح، قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة فيقال للقارئ ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على قدر ذلك فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة.
والله أعلم.