الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأت في حديثك مع زميلك هذا في مواضع، فمنها حديثكما عن شخص آخر غائب عنكما وذكره بما يسوء، وهذا من الغيبة المحرمة ما لم يكن مجاهرا بمعصيته، ومنها استرسالكما في هذا الحديث الذي ضره أقرب من نفعه، وتماريكما في هذا الأمر الساقط الذي يربأ المسلم بنفسه عن أن يخوض فيه فضلا عن أن يماري فيه غيره، ومنها دلالتك له على موضع تلك الأفلام الخبيثة والظاهر أنه لا يمتنع من مشاهدتها إن كان رقيق الديانة، ومما يدل على أن هذا هو الظاهر حرصه على معرفة مكانها ومن أين أتى بها هذا الشخص واتباعه الخطوات التي دللته عليها، ولو كان ممن يتقي الفتن لامتنع من ذلك، وبالجملة فقد أسأت في هذا الموقف وأخطأت، ويجب عليك أن تتوب إلى ربك تبارك وتعالى، وأن تحرص على مجانبة ما وقعت فيه في تلك المحاورة، وينبغي أن تجعل أحاديثك مع غيرك عامرة بذكر الله تعالى والحديث فيما ينفع في الدين والدنيا، ولا تخض في مثل هذه الأحاديث الباطلة التي تعود على المتحدث فيها بالشر.
فإذا تبت إلى ربك عز وجل واجتهدت في مناصحة صاحبك هذا بالطريق المباشر وغير المباشر أن يجتنب مثل هذه الأمور الخبيثة التي هي أسرع شيء في فساد قلب العبد فنرجو أن يتجاوز الله عنك ويغفر لك فإنه تعالى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو تعالى التواب الرحيم.
والله أعلم.