الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت قد قصرت في حق والدك فالواجب عليك التوبة إلى الله وتدارك ما فاتك من بره وذلك بالدعاء والاستغفار له والصدقة عنه وصلة الرحم من جهته وإكرام أصدقائه، وانظر في ذلك الفتوى رقم : 18806
والواجب عليك صلة إخوتك ، فقد أمر الشرع بصلة الرحم ونهى عن قطعها، فالقريب الفاسق وغير الفاسق في وجوب الصلة سواء؛ بل أمر بصلة القريب المشرك ، كما بيناه في الفتوى رقم: 66144.
لكن هجر القريب العاصي لمعصيته يدور مع المصلحة ، فإن كانت مقاطعة إخوتك تفيد في ردّهم إلى الصواب فهي أولى، وإن كان الأصلح لهم الصلة مع مداومة النصح فهو أولى، وانظر الفتوى رقم : 14139، وصلتك لهم لا تمنعك من رفع أمرهم للقضاء للحصول على حقك من الإرث، فبادر بصلتهم ودعوتهم للخير، واعلم أن عزة المؤمن وكرامته لا تتعارض مع صلة رحمه وعفوه عن المسيء، بل إن ذلك مما يرفع قدره عند الله ويزيده عزا وكرامة.
والله أعلم.