الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك بصرف هذه الخواطر الشيطانية عن نفسك، وأخلص التوكل على الله سبحانه، فكل الأمور إنما تجري بتقديره وإرادته، والتوكل علاج ناجع للتشاؤم.
فعن ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الطيرة شرك ، الطيرة شرك ..ثلاثا وما منا إلا .. ولكن الله يذهبه بالتوكل " رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
أما بخصوص الشق الثاني وهو ترك الصلاة والدعاء حذرا من أن تنسب إلى فعل هذه الطاعات لتنال بها شيئا من أمور الدنيا فهذا لا يجوز وهو من كيد الشيطان ووسوسته ليصدك عن ذكر الله وعن الصلاة، وينبغي أن تعلم أن الصلاة فرض من فروض الإسلام وركن من أركانه، لا يجوز التفريط فيها بحال من الأحوال، وأيضا فإن الدعاء باب عظيم من أبواب العبادة حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الدعاء هو العبادة " رواه الترمذي وأبو داود.
والواجب على المسلم أن يداوم على هاتين العبادتين في كل وقت، فإن نزل به بلاء أو ألمت به حاجة فينبغي أن يكثر من الدعاء والصلاة، حتى وإن كان قبل ذلك مفرطا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم "إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة". رواه أحمد وأبو داود ، ومعنى حزَبه أي: أهمه ، وقد أمرنا الله بالاستعانة بالصبر والصلاة.
فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين {البقرة:153}