الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أنّ حق الوالدين عظيم وبرّهما من أعظم أسباب رضا الله كما أن عقوقههما من أكبر الكبائر، ومهما كان حال الوالد، أو تقصيره في حق أولاده، فإن حقه في البر لا يسقط، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين الذين يأمران ولدهما بالشرك، وانظري الفتوى رقم: 103139.
فإذا كنت حريصة على بر والدك والقيام برعايته وكان رافضا قيامك برعايته وخدمته فلا حرج عليك ـ إن شاء الله ـ لكن عليك مداومة صلته بما تقدرين عليه، واعلمي أنّ مقابلة السيئة بالحسنة مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}).
فإذا كان ذلك مع بعض الأعداء، فكيف بالوالدين اللذين هما أرحم الناس بولدهما؟.
والله أعلم.