الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أسرفت على نفسك أيها الأخ، فعليك أن تندم على ما فرط منك، وأن تتوب إلى الله توبة نصوحا، وأن تجتهد في الاستقامة على الشرع الحنيف، واعلم أنه مهما عظم ذنبك، فإن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وهو تعالى يقبل توبة العبد إذا صدقت توبته، ويعينه على التوبة إذا صدق في مجاهدة نفسه، ويغفر ذنبه مهما كان عظيما، كما قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}
فاستقم على شرع الله، وافعل ما يأمرك الله به، واترك ما ينهاك الله عنه.
وأما هذه الوساوس فأعرض عنها، ولا تلتفت إليها، وجاهد نفسك في محاولة التخلص منها، واعلم أنك ما دمت كارها لها نافرا منها غير مطمئن القلب بها فإنها لا تضرك، وأنت على الإسلام والحمد لله، فلا تمكن الشيطان من قلبك، ولا تفتح له الباب ليصدك عن الطاعة ويصرفك عن الرجوع إلى الله تعالى، وراجع الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها.
واحرص على صلاة الفجر في المسجد، فإن الجماعة في المسجد لا يعدلها شيء، ولكنك إن صليت في بيتك جماعة مع بعض أهلك في الوقت برئت ذمتك، ولم يكن عليك إثم عند أكثر العلماء الموجبين للجماعة، وأما ما بدر منك من قولك إنك تتحدى الله أن يشفيك فإنه قول عظيم لما فيه من جحد قدرة الله تعالى، فتب إلى الله تعالى منه ولا تعد لمثله، واعلم أن الله على كل شيء قدير، وأنه تعالى قد أحاط بكل شيء علما، ولا تستثقل الصلاة ولا تملها، بل احرص على أدائها بخشوع وإقبال على الله تعالى، وستجد مع مجاهدتك لنفسك على تحصيل الخشوع لذة الصلاة وأنس العبادة وحلاوة مناجاة الله تعالى.
وابتعد عن رفقاء السوء فإن مخالطتهم من أعظم ما يجر إلى الشر، واستبدلهم بغيرهم من أهل الإيمان الذين يحثونك على الخير ويحملونك عليه.
والله أعلم.