الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي الراتبة في بيته، وقد قال عليه الصلاة والسلام: فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة. رواه البخاري.
وعند أحمد وأبي داود في حديث عائشة: كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعا ثم يخرج.
وربما خالف عليه الصلاة والسلام هذا الهدي لحاجة، قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى: وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فعل السنن والتطوع في البيت إلا لعارض. اهـ.
وقد وردت أحاديث تدل على أنه صلى الراتبة في المسجد، كما في حديث ابن عمر قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم سجدتين بعد الظهر وسجدتين بعد المغرب وسجدتين بعد العشاء وسجدتين بعد الجمعة، فأما المغرب والعشاء ففي بيته. رواه البخاري.
وكذا حديث ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد. رواه أبو داود.
قال في عون المعبود: ظاهره أنه كان يصليهما في المسجد فيحمل على أن فعلهما فيه لعذر منعه من دخول البيت والأظهر أنه يحمل على بيان الجواز. اهـ.
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 71461
والله أعلم.