الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما يقوله هؤلاء الأقارب من كون الدين لم يعد يواكب العصر ، كلام باطل وصاحبه على خطر عظيم ، فلا شك أن شرع الله ماض إلى يوم القيامة، ولا سبيل لسعادة البشر في الدنيا والآخرة إلا بالتمسك بالشرع، والحرص على مرضاة الله في كل زمان ومكان ، وما شقي الناس وفسدت أمورهم إلا بمخالفتهم للشرع وإعراضهم عن الوحي ، قال تعالى: ..فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى {طه: 123 ، 124}
فالواجب عليك أن تتمسك بدينك وتحافظ على حدود الله، ولا تتهاون في شيء من الشرع إرضاء لأحد أو مجاراة لعرف، واحرص على مخالطة الناس في المعروف والتعاون معهم على طاعة الله وحضور مجالس العلم وحلق الذكر.
وإذا كانت الفتاة التي خطبتها مفرطة في حجابها فانصحها وعرفها بأحكام الشرع، مع المحافظة على حدود الله وعدم التهاون في التعامل معها. وانظر في حدود تعامل الخاطب مع مخطوبته الفتوى رقم: 8156.
فإن تابت واستقامت وإلا فلتبحث عن غيرها، ولتتخير ذات الدين كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 24855، ولا تستمع لمن يزعم عدم وجود من ترضى بإقامة الدين والتمسك بالشرع، فالصالحات كثيرات –بفضل الله- .
واعلم أنّ من يتمسك بدينه ويتوكل على ربه فسوف يكفيه كلّ ما أهمه، قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2 }، وقال: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق: 3}
والله أعلم.