الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن كان له غرض صحيح أو حاجة معتبرة تقتضي السفر إلى بلاد الكفر كالدعوة إلى الله جل وعلا، أو تعلم علم من العلوم الدنيوية التي تعود بالنفع على المسلمين ولا يمكنه تحصيله بكفاءة إلا في هذه البلاد فيجوز له حينئذ السفر بشرط الأخذ بأسباب السلامة والنجاة من الفتن، وذلك بالتحفظ واعتزال الشر بقدر الوسع والطاقة, مع غض البصر والسعي في تقليل المفاسد ما وجد إلى ذلك سبيلا, مع ضرورة البحث عن الرفقة الصالحة والصحبة الناصحة التي تعين على الخير وتساعد على القيام بأمور الدين, وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم : 2523.
وعليه فلا حرج عليك في السفر إلى هذه البلاد في مثل حالتك هذه بالشروط المذكورة وبالضوابط المبينة في الفتوى رقم : 144781.
وإن كان الأولى والأسلم لك البعد عن هذه البلاد والسعي لتطوير النفس وكسب العلوم الجديدة النافعة بما هو متاح من الوسائل في بلاد المسلمين .
والله أعلم.