الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يظهر من كلام فقهاء المالكية أن غلبة الظن والشك سواء بالنسبة للمستنكح وأنه يبني على الأكثر سواء شك، أو غلب على ظنه ما لم يصل إلى اليقين فيعمل بما تيقن به, جاء في الفواكه الدواني للنفراوي المالكي: وَالْمُرَادُ بِالشَّكِّ فِي كَلَامِ الْمُصَنِّفِ مَا قَابَلَ الْيَقِينَ فَيَشْمَلُ الْوَهْمَ، فَمَنْ ظَنَّ أَنَّهُ صَلَّى أَرْبَعًا وَتَوَهَّمَ أَنَّهُ صَلَّى ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يَأْتِي بِرَابِعَةٍ. اهـ.
وقال أيضا: لَيْسَ الْمُرَادُ بِالشَّكِّ التَّرَدُّدَ عَلَى السَّوَاءِ، بَلْ مَا قَابَلَ الْيَقِينَ فَيَدْخُلُ فِيهِ الظَّنُّ. اهـ.
وعلى هذا، فما دمت مستنكحة بالشك، فإنك تبنين على الأكثر حتى مع غلبة الظن.
وإننا ننصحك ثانية بأن تتقي الله تعالى وتكفي عن الوسوسة والاسترسال معها وأن تجتهدي في ضبط صلاتك من أولها، فالصلاة شأنها عظيم وليست لعبا واسترسالا مع الشيطان، وليس ما يذكره الفقهاء من البناء على الأكثر، أو غلبة الظن معناه أن يتساهل المصلي في ضبط صلاته, والاسترسال مع الوسوسة قد يفسد على المرء أصل دينه, جاء في حاشية الصاوي على الشرح الصغير: وَأَمَّا الْمُسْتَنْكِحُ - وَهُوَ الَّذِي يَعْتَرِيهِ الشَّكُّ كَثِيرًا - فَالْوَاجِبُ عَلَيْهِ الْإِعْرَاضُ عَنْهُ إذْ تَتَبُّعُ الْوَسْوَاسِ يُفْسِدُ الدِّينَ مِنْ أَصْلِهِ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْهُ. اهـ.
والله أعلم.