الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أولاً أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً من هذا الجرم العظيم والذنب الجسيم الذي ألممت به، والزم فعل الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات كما أخبر بذلك الله تعالى، وأما ما حملت به هذه المرأة فإنه على تقدير صدقها، وأن هذا الحمل خلق من مائك فإنه ليس ولداً لك، فإن ماء الزاني مهدر لا يثبت به نسب ولا إرث، فليس ما في بطنها ولداً لك في حكم الشرع، وانظر الفتوى رقم: 61172، والفتوى رقم: 120324.
وإذا لم يكن هذا الولد ابناً لك شرعاً فليس عليك نحوه أي التزامات من نفقة أو غيرها، ولا يجوز لك أن تستلحقه وتنسبه إليك، فالحل إذاً لما تعاني منه أن تعرض عن هذا الأمر، ولا تفكر فيه إلا فيما يلزمك شرعاً من التوبة النصوح لله تعالى، واستر على نفسك، ولا تخبر بما فعلت أحداً امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فمن أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر. رواه مالك في الموطأ.
والله أعلم.