الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور رواه أحمد وأبو داود وغيرهما ولفظ أبي داود هكذا: عن الحارث بن مسلم أنه أخبره عن أبيه مسلم بن الحارث التميمي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسر إليه فقال: إذا انصرفت من صلاة المغرب فقل: اللهم أجرني من النار سبع مرات ـ فإنك إذا قلت ذلك ثم مت في ليلتك كتب لك جوار منها، وإذا صليت الصبح فقل كذلك فإنك إن مت في يومك كتب لك جوار منها، أخبرني أبو سعيد عن الحارث أنه قال: أسرها إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نخص بها إخواننا. وليس هذا الحديث متفقاً على ضعفه، بل قد حسنه الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ في نتائج الأفكار.
ومن ثم، فلا نرى حرجاً في لزوم هذا الذكر والمحافظة عليه تقليداً لمن قال بثبوته من الأئمة، وعلى تقدير وجود حديث ضعيف باتفاق الائمة فإن من شرط العمل به أن لا يعتقد صحته كما ذكر ذلك العلماء في شروط العمل بالحديث الضعيف، ولا ينبغي لزوم العمل به والمواظبة عليه كما يواظب على العمل بالصحيح، لئلا يؤدي إلى اعتقاد صحته فيخشى بذلك أن يكون العمل به على هذا الوجه داخلاً في حد البدعة الإضافية.
والله أعلم.