مدى صحة التعويل على الخوارق لقبول ديانة ما

5-6-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أعاني من شك في ديني بسبب سماعي ورؤيتي لأشياء كمعجزات وبشارات الدين المسيحي.لماذا حدث ذلك فمثلا واحدة منها أني قرأت بالجريدة ولا أذكر بالضبط أن بيتا احترق، ولكن بقيت صورة المسيح لم تحرق. كيف هذا؟ أريد أن أبعث لكم رابطين فيهما بعض الادعاءات، ولكن لا يمكن كتابته باللغة الإنجليزية هنا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فبداية لا بد من التنبيه على أننا لا نسلم بأن الصورة التي يتداولها النصارى على أنها صورة المسيح ـ عليه السلام ـ أنها له بالفعل، فالله أعلم بحقيقة ذلك. ثم لو سلمنا بذلك فلا نسلم بوقوع الحدث المذكور في السؤال حتى نرى ذلك أو يأتينا خبره من طريق موثوق. ثم لو سلمنا بحصول ذلك فلا بد من مراعاة بعض الأمور في التعامل مع ذلك، ومنها:

1) أن مجرد بقاء صورة لم تصبها النار فلم تحرق لا يستغرب، وإنما يستغرب أن تصيبها النار ومع ذلك لا تحترق، كما حصل مع الخليل إبراهيم عليه السلام. ولذلك نتوجه للسائل بهذا السؤال: لو وقعت هذه الصورة في يدك أنت وأضرمت فيها النار وسكبت عليها مادة مشتعلة، فماذا تظن أن يحدث ؟!

2) أن كثيرا من أصحاب الخوارق من أصحاب الأحوال الشيطانية، يظهر على أيديهم ما يستحيل وقوعه في الأحوال العادية للبشر، وأقرب شاهد على ذلك ما تنقله وسائل الإعلام ووسائط الاتصال من أحوال وأخبار السحرة المشهورين، وما يأتون به من أمور مستحيلة عرفا على مرأى ومسمع من الناس !! وراجع في هذا المعنى الفتوى رقم: 139231 وما أحيل عليه فيها.

3) أن هذه الأمور بل وأعظم منها رأيناه بأعيننا في تأييد الدين الإسلامي، فقد رأينا نبتة الصبار وقد كتب عليها شهادة الإسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ببعض عروقها بشكل واضح جدا وبخط عربي بيِّن. ورأينا بعض العناكب قد نسجت بيتها بطريقة يظهر منها بوضوح دون تكلف ولا عنت هذه العبارة السابقة. كما رأينا غير مرة عبر وسائل الإعلام كيف هدمت بعض المدن بأكملها بسبب الزلازل أو الأعاصير أو الخسف ولم يبق من أبنيتها إلا المسجد، إلى غير ذلك من المشاهد. وراجع الفتويين:129190 ، 68373.

4) أن العبرة في قبول ديانةٍ ما لا تقوم بالأصالة على وجود الخوارق، وإن كان ذلك مما يمكن الاستفادة منه إن تواتر وخرج عن قدرة البشر، ولكن العبرة في ذلك تقوم أصالةً على صحة عقائد ومبادئ هذه الديانة. ولذلك كان الواجب على الأخ السائل أن يتوجه ابتداءً لدارسة الإسلام عقيدة وشريعة، ومقارنته بغيره من الأديان، فإنه إن فعل ذلك فلن يبقى عنده مجال للتعويل على الخوارق أو غيرها، لأنه سيجد الحق واضحا جليا لا لبس فيه ولا غموض، كما إنه سيجد في أصل عقائد النصارى ما لا يمكن فهمه فضلا عن قبوله، كعقيدة التثليث.

ولذلك ننصح الأخ السائل إن كان يريد لنفسه الفلاح والفوز والنجاة، أن يهتم بقضية طلب العلم، خاصة في مجال مقارنة الأديان، حتى يقف على الحقيقة الناصعة، من بطلان كل الملل المعاصرة إلا الإسلام، فهو الدين الحق الذي حفظ الله رسالته لتكون حجة على البشر، ونوصيه بقراء كتاب (إظهار الحق) للشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي. فإن كان حجمه بالنسبة للسائل كبيرا فليقرأ كتاب (مناظرة بين الإسلام والنصرانية).

وراجع للوقوف على شيء من حقائق الديانة النصرانية ودلائل الدين الحق، الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 30506 ،54711، 10326، 33974، 74500، 8210، 29326، 27986.

والله أعلم.

www.islamweb.net