الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اطلعنا على أسئلتك السابقة فتبين لنا أن لديك نوعا من الوسوسة في باب الاستهزاء، ومن ثم فنحن ننصحك بالإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وعدم التوسع في هذا الباب فإنه يجر إلى شر عظيم.
ومن علم من نفسه أنه مصاب بالوسواس يتعين عليه الإعراض عن التفكير في كونه ارتد؛ لأن هذا مما يزيد مشاكل الوسوسة عنده.
وننصحك أن تجتهدي في التفقه في الدين، وشغل الوقت بما ينفع من تعلم وخدمة لأهلك وتسلية مشروعة، وأن تتركي الوسوسة في أمر الإيمان والشك في الخروج منه، فإن الأصل بقاء إسلام العبد حتى يقوم دليل يقيني ينقل عن هذا الأصل. وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من تكلم بكلام يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، وأولى به الموسوس كما قال على القارى في شرح الشفا: قال علماؤنا، إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتي والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي والحاكم . اهـ
وراجعي الفتوى رقم: 137818لبيان ماهية الاستهزاء الذي يعد كفرا.
والله أعلم.