الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد :
فاعلم أخي السائل أن ما تشعر به لا يخلو من احتمالين: أولهما: أن تتيقن خروج الريح، وليس مجرد شك ووسوسة، وفي هذه الحال يلزمك الوضوء، ولا تصح صلاتك حتى تتوضأ لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلَاةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ. متفق عليه. وما ذكرته من كونك في الصف وتستحي من الخروج ليس مبررا يبيح لك إتمام الصلاة على غير طهارة. والله تعالى أحق أن يستحيى منه.
والحالة الثانية: أن لا تتيقن من خروج الريح، وفي هذه الحال تعتبر متطهرا إذ الأصل الطهارة، وقد يكون ما تشعر به من تلاعب الشيطان بك. ففي الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أخرجَ منه شيءٌ أم لا فلا يخرج حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً . وعند البزار من حديث ابن عباس مرفوعا: يَأْتِي أَحَدَكُمُ الشَّيْطَانُ فِي صَلَاتِهِ فَيَنْفُخُ فِي مَقْعَدَتِهِ فَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ أَحْدَثَ وَلَمْ يُحْدِثْ، فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ فَلَا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا ، وعند أحمد من حديث أبي سعيد مرفوعا: إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ فَيَأْخُذُ شَعْرَةً مِنْ دُبُرِهِ فَيَمُدُّهَا فَيَرَى أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ فَلَا يَنْصَرِفَنَّ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا.
فلا تترك الصلاة مع الجماعة لمجرد الشعور بخروج شيء، وننصحك بعدم الاسترسال مع الوسوسة، وأن تقطع دابرها بالإعراض عنها وعدم الالتفات لها، ولا تخرج من صلاتك حتى تتيقن الحدث. وانظر الفتوى رقم: 151647عن علاج من يتوهم أنه خرج منه بول أو ريح. ولمعرفة المفتي نحيلك للفتوى رقم: 1122.
والله أعلم.