خطورة المدارس الأجنبية والتحذير من إلحاق الأولاد بها

20-6-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أشكركم كثيرا على هذا الموقع وأريد أن تجيبوني حول الفتوى التي أقولها لكم: ابني عمره 5 سنوات ونصف ولدي ابن ثان عمره 3 سنوات ونصف وابني ذو الخمس سنوات يدرس في مدرسة أجنبية خاصة خلال سنتين واقترحت على زوجي أن ننقله من هذه المدرسة إلى مدرسة عربية مستقلة بالدولة، وابني الثاني أيضا يكون في تمهيدي أول مع أخيه الكبير، لأن ابني ذو الخمس سنوات سيصبح السنة القادمة في أول ابتدائي وإذ أرغب أن يتواجد في مدرسة عربية مستقلة والمتواجدة لدينا في دولة قطر وخاصة أن جميع المدرسات أغلبهن من أهل السنة ولكن المدرسة الأجنبية كما تعلمون أكثرهم من الشيعة وغير ذلك حتى في كتابة اسم ابني عبد الله تقوم مدرسة اللغة العربية وجنسيتها لبنانية، أو أردنية بكتابة اسمه هكذا: عبداااه ـ وقد نويت أن أكتب ملاحظة للمدرسة وأخبرها بتصحيح كتابة لفظ الجلالة، علما بأن ابني الكبير ما شاء الله في المنزل دائما يقوم بإقامة الصلاة ويصلي حسب ما يعلم، لأنه يذهب مع والده إلى المسجد ويستمع جيدا هناك ويأتي للمنزل ويقوم بنفس ما يفعل الإمام فحرام أن يبقى في مدرسة أجنبية خلال السنوات القادمة في المراحل الابتدائية وحقيقة زوجي رفض فكرتي، بل قام بتسجيل ابني في مدرسة أجنبية أخرى بحكم أن اللغة الانجليزية في الدراسة أقوى من المدرسة الحالية ويعلم الله أنه حاليا تأتي مدرسة لمنزلنا وهي لبنانية لتأسيس ابننا عبدالله حتى ينجح في الاختبار ويوافقوا على التسجيل له عندهم، وهذه المدرسة لست مرتاحة لها بسبب عدم الستر ولم أكن أريد أن يدرس أبنائي في أي مدرسة أجنبية فقمت بنصيحة زوجي بأن يغير فكرته ونقوم بتسجيلهم في مدرسة عربية مستقلة، لأنها توجد قريبة من منزلنا، لكنه يرفض ويقول عندما يصلون مرحلة الإعدادية سوف يدرسون في مدرسة مستقلة خاصة بالشباب وأنا أعلم أنه يحصل في مدرسة أجنبية بعض الأمور التي يغرسونها في ذهن الطفل حيث يقومون بعلامة على أيديهم بشكل نجمة وهو بالأصح يعني شعار الصليب وأخبرت المدرسة قبل ذلك ولكن لا حياة لمن تنادي، فماذا أفعل حيال ذلك ويعلمون أطفالنا عند الذهاب للحمام أن لا يغسلوا أنفسهم مجرد قضاء الحاجة ويقومون بالتنظيف فقط بالمحارم وأخبرت زوجي بما يحصل في المدارس الأجنبية، وعندما يأتي للمنزل ينظف نفسه بالماء وأخبرته عن رسمة شعار الصليب على ظهر يد الطفل فلا يعلق وهو مقتنع أن الطفل في مراحل عمره هذه يستوعب أكثر وسريعا لتعلم اللغة الأجنبية وأنا لا أؤيده في ذلك وأخبرته أن الذي يجب أن نفتخر به لغتنا وهي لغة القرآن ولا يجوز أن نفتخر بلغة غير لغتنا، إذ أنني أسعد كثيرا عندما يكون ابني متوفقا في اللغة العربية وأهتم بذلك من الناحية هذه أكثر ولا يسعدني كثيرا أن يتوفق في اللغة الانجليزية، أو يتحدث بهذه اللغة حيث أذكر ابني أنني تعلمت اللغة العربية الفصحى جيدا من خلال مدرسات علمونا حق التعليم والتعليم الجيد حتى أصبحت لا أخطئ في الكتابة، أو الحديث باللغة الفصحى، فماذا أفعل؟ ويعلم الله أنني أدعو أن لا يوفق زوجي في هذا الأمر ويكون الأمر الأخير لصالح الأبناء وأن يدرسوا في مدارس عربية مع تمام العلم أنني غير راضية أبدا من تصرفات وتفكير زوجي، أرجو التوجيه وكيف أنصح زوجي؟ وهل له تأثير من ناحية على الأبناء إذا أتموا دراستهم في هذه المدارس؟ وهل عليه ذنب إن بقي أبناؤه في مدارس أجنبية؟ انصحوني ماذا أفعل لتوجيه زوجي؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فنشكر لك حرصك على تنشئة أولادك تنشئة صالحة، ثم حرصك على اللغة العربية لغة القرآن والشريعة، ثم نشكر لك وعيك وإدراكك لمخاطر تعليم الأولاد في المدارس الأجنبية، ونسأل الله أن يكلل مسعاك مع زوجك بالتوفيق والنجاح، فالمسألة بالفعل خطيرة للغاية، ولكن للأسف كثير من المسلمين لا يدركون الأمر على حقيقته، ولذلك ننصحك بمدارسة هذا الأمر والإحاطة التفصيلية بمخاطره قبل التحدث مع زوجك، لأن الحديث المجمل غالبا لا يكون مقنعا، ولا يستبين منه قدر الخطر، ولتحقيق ذلك باختصار وعلى عجالة راجعي فتوانا السابقة عن هذه المدارس وأهدافها وأخطارها وهي برقم: 8080.
ثم اطلعي على ما كتبه العلامة بكر أبو زيد في رسالته الهامة: المدارس العالمية الأجنبية ـ وتجدينها على هذا الرابط:
ونرجو إن اطلع عليها زوجك أن يقف على حقيقة هذه المدارس فيقاطعها، ومما قاله الشيخ في رسالته هذه: لا يستريب مؤمن بعد أن يعرف حال المدارس الأجنبية وآثارها السيئة على المسلمين أفراداً وجماعات وأمة أنها من أعظم المنكر فيجب بغضها وإنكارها وإعلان البراءة منها. اهـ.
وقال فيها أيضا: لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يُلقي بأولاده إلى التهلكة في أحضان المدارس الأجنبية وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يعلمون من الإسلام شيئاً قليلاً ولا كثيراً، فيتلقون الكفر والإلحاد والشر والفساد، وناهيك بأثر ذلك على فِطَر الصغار الأغرار، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه: ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه ـ فكل مولود فإنه يولد على فطرة الإسلام، ولو ترك على حاله ورغبته لما اختار غير الإسلام لولا ما يعرض لهذه الفطرة من الأسباب المقتضية لإفسادها وتغييرها، وأهمها التعاليم الباطلة والتربية السيئة الفاسدة، وقد أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه ـ أي: أنهما يعملان مع الولد من الأسباب والوسائل ما يجعله نصرانياً خالصاً، أو يهودياً أو مجوسياً، ومن هذا: تسليم الأولاد الصغار الأغرار إلى المدارس الكفرية، أو اللادينية بحجة التعلم فيتربون في حجرهم ويتلقون تعليمهم وعقائدهم منهم، وقلب الصغير قابل لما يلقى فيه من الخير والشر، بل ذلك بمثابة النقش على الحجر، فَيُسَلِّمونهم إلى هذه المدارس نظيفين، ثم يستلمونهم ملوثين، فالويل كل الويل لمن تسبب في ضلال ابنه وغوايته. اهـ.
وقد نقل فيه الشيخ ـ رحمه الله ـ عدة فتاوى لكبار العلماء والمفكرين والهيئات والمؤسسات العلمية المعتبرة، كاللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء والأزهر الشريف.
وقد سبقت لنا فتوى عن تعلم العربية برقم: 31941 وأخرى عن التحدث بغير اللغة العربية برقم: 27842وثالثة عن تعلم اللغات الأجنبية برقم: 19730. وراجعي في مسئولية الوالد عن إدخال أبنائه مثل هذه المدارس الفتوى رقم: 157225وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

www.islamweb.net