الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنتيجة الاستخارة يجدها الشخص المستخير فيما يقدره الله له من المضي فيما استخار فيه أو الانصراف عنه. فمن استخار الله في أمر، ومضى فيه وتحقق فهذه نتيجة الاستخارة، ومن استخار الله في أمر ولم يتحقق فهذه نتيجة الاستخارة. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى : إذا قدر له أن يكون الشيء فهذا دليل على أن الله تعالى اختار له أن يكون، وإذا صرف عنه بأي نوع من الصوارف دل على أن الله تعالى اختار له ألا يكون .. اهـ
ثم اعلم أن كل ما يقع في هذا الكون إنما هو بقدر الله تعالى، فلا تكون حركة ولا سكنة إلا بإذنه ومشيئته جل شأنه كما قال تعالى: إنا كل شيء خلقناه بقدر. فلا يتزوج المرء ولا يفارق زوجته، ولا يكون منه غير ذلك إلا بتقدير من الله تعالى، ولكن الله تعالى خلق للعبد مشيئة وإرادة بها تقع أفعاله، وهو يختار بهذه المشيئة وتلك الإرادة ما يوافق مصلحته. والعبد مأمور بأن يستخير ويأخذ بالأسباب التي شرعها الله تعالى لتحصيل المصالح ودفع المفاسد، فإذا وقع المقدور كان مأمورا أن يرضى بما قدره الله وقضاه، سواء وافق مراده أو خالفه، وأن يعلم أن لله تعالى فيما قدره حكمة بالغة، وأنه لا يقدر شيئا عبثا ولا يخلقه سدى، فسؤالك عن تدخلنا في أقدارنا جوابه أن العبد يتدخل في ذلك بحسب ما أوتيه من المشيئة والإرادة التي بها يختار ويفعل، وهذه المشيئة وتلك الإرادة تحت مشيئة الرب تبارك وتعالى. وسؤالك هل ما يكون مما لا يحبه الإنسان ابتلاء أو بسبب من الإنسان جوابه: أن لجميع ما يقدره الله ويقضيه حكما يستحق الحمد عليها، وقد يكون قدر ما قدر بسبب ذنوب من العبد تستوجب التوبة والاستغفار، وقد يكون قدره ابتلاء للعبد وامتحانا له ورفعا لدرجته، وقد يكون في عدم حصول ما يريد العبد مصلحة له وهو لا يدري لقصور عقله، والذي ينبغي للعبد أن يستسلم لحكم الله ويرضى بما يقدره ويقضيه، ويعلم أن في قضائه وقدره الحكمة والرحمة والمصلحة.
والله أعلم.