الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنجمل الجواب عن سؤالك في النقاط التالية:
أولا: أنه لا يجوز فتح حساب في البنوك الربوية مطلقا، ومن دعته الضرورة أو الحاجة الشديدة إلى فتح حساب لدى البنوك الربوية فعليه أن يقتصر على موضع الحاجة ويفتح حسابا جاريا لا حساب ادخار.
ثانيا: إذا كان حساب الادخار في بنك إسلامي يلتزم باستثمار أموال المستثمرين لديه في المجالات المباحة فلا حرج في الانتفاع بأرباحها.
ثالثا: من جاءته فوائد ربوية من حسابه في البنك الربوي فيلزمه التخلص منها بصرفها في مصالح المسلمين ودفعها إلى الفقراء والمساكين، ولا يردها إلى البنك، بل يتصرف فيها هو، والمؤسسة لم تبذل الفوائد من مالها حتى يلزم ردها إليها، فهي أموال محرمة لا يعرف أصحابها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: كل مال لا يعرف مالكه من الغصوب والودائع وما أخذ من الحرامية من أموال الناس أو ما هو منبوذ من أموال الناس، فإن هذا كله يتصدق به ويصرف في مصالح المسلمين. اهـ
وبالتالي، فلا ترد تلك الفوائد إلى البنك، بل تخلص منها بنفسك في مصارفها، وما تركته عند مسؤول البنك إن كان مؤتمنا على صرفه في مصاريفه فلا حرج عليك في ذلك، وإن كان غير مؤتمن عليه فلا تبرأ ذمتك منه، بل ترجع إليه لتأخذه منه وتصرفه في المصارف التي بيناها، فإن لم يؤده إليك بذلت قدرها من مالك لكونك ضامنا لها، وقد وضعتها في غير محلها، فلا تبرأ منها إلا بأدائها إلى مستحقيها أو وضعها في يد أمين لينوب عنك في إيصالها إليهم، وما استعملته منها أنت في بعض حاجاتك فيلزمك دفع بدله أيضا إلى مصاريفه التي بيناها وبذلك تبرأ ذمتك منه.
والله أعلم.