الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك في أن إحياء ما بين العشائين بالصلاة في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ. رواه البخاري.
ويمكن الجمع بين الفضيلتين بأن يصلي النافلة في بيته مع تعلق قلبه بالمسجد حريصا على الذهاب إليه عندما يقرب وقت الصلاة، فقد ذكر العلماء أن من انتظر الصلاة في بيته، ومن بقي قلبه معلقا بها داخل في الرباط المذكور في الحديث، جاء في تحفة الأحوذي: وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ ـ أَيْ وَقْتِهَا أَوْ جَمَاعَتِهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ يَعْنِي إِذَا صَلَّى بِالْجَمَاعَةِ أَوْ مُنْفَرِدًا ثُمَّ يَنْتَظِرُ صَلَاةً أُخْرَى وَيُعَلِّقُ فِكْرَهُ بِهَا بِأَنْ يَجْلِسَ فِي الْمَجْلِسِ أَوْ فِي بَيْتِهِ يَنْتَظِرُهَا أَوْ يَكُونُ فِي شُغْلِهِ وَقَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِهَا. اهـ.
ومثله قول ابن بطال في شرح البخاري: وأما من كان مجاور المسجد حيث يسمع الإقامة ولا تخفى عليه فانتظارها في داره كانتظاره لها فى المسجد، له أجر منتظر الصلاة. اهـ.
والله أعلم.