الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن صيغة دعاء القنوت عند الشافعي رحمه الله: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت. روى الشافعي ذلك عن الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم.
1. روى الحاكم في المستدرك -وقال صحيح- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة الصبح في الركعة الثانية، يرفع يديه فيدعو بهذا الدعاء: اللهم اهدني ………… الخ ".
والإمام يقولها بصيغة الجمع ـ اللهم اهدنا……… لأن البيهقي رواه بصيغة الجمع.
2. وفي الوتر كذلك، وفي النوازل أيضاً في جميع الصلوات حين يصيب المسلمين بلاء فيقنتون في الصلوات الخمس كما فعله الرسول حين قتل القراء في بئر معونة فقنت شهراً ثم تركه.
3. وعند أبي حنيفة -رحمه الله- صيغته: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجد بالكفار ملحق.
ويكون في الوتر فقط وعند النوازل والمصائب في الصلوات الخمس، ويكون قبل الركوع من الركعة الأخيرة. ووافق مالك -رحمه الله- أبا حنيفة في المحل أنه قبل الركوع، ولكن في الصبح وسراً.
4. وعند الإمام أحمد -رضي الله عنه- لا يقنت إلاّ في الوتر ولكن بعد الركوع ويرفع يديه. وكذلك عند النوازل.
والله أعلم.