الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن اللعنة والكفر المذكورين في هذه الأحاديث وأمثالها ليس المراد به الكفر المخرج من الملة- كما قال أهل العلم- وإنما يحمل على تغليظ هذا النوع من المنكر، والتشديد فيه. قال الترمذي في جامعه: وإنما معنى هذا الحديث عند أهل العلم على التغليظ.
وقال النووي في شرح مسلم: قال القاضي: واستدلوا بهذا على أن ذلك من الكبائر، لأن اللعنة لا تكون إلا في كبيرة.
وانظر الفتوى: 140058وما أحيل عليه فيها.
واللعن سببه اتصاف العبد ببعض المعاصي المذكورة في الأحاديث، فإذا تاب العاصي توبة صادقة فإن الله تعالى يتوب عليه، وبالتالي يرتفع اللعن بارتفاع سببه وهو المعصية، وقد يمنعه الله من النار ومن اللعن إذا وجدت بعض الأسباب المانعة من ذلك كالتوبة والاستغفار وفعل الحسنات التي تذهب السيئات..
ولذلك فإنه لا تعارض بين هذه الأحاديث والآية المذكورة؛ فالأحاديث جاءت في تشديد النهي عن هذا النوع من المعاصي وتغليظ عقوبته، والآية جاءت للترغيب في التوبة وأن الله تعالى يغفر للتائب جميع ما اقترف من المعاصي مهما كان عظمها والتحذير من القنوط من رحمة الله تعالى.
والله أعلم.