الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فإذا كنت تقصدين بالكلام الذي يأتيها في الصلاة أنها تتكلم فيها وليس مجرد وسوسة فإن الصلاة تبطل به إن تعمدت، لأن من تكلم في صلاته عامدا بطلت صلاته.
قال ابن المنذر: وأجمعوا على أن من تكلم في صلاته عامدا، وهو لا يريد إصلاح شيء من أمرها، أن صلاته فاسدة ... اهـ.
وأما إذا كان مجرد وسوسة فإن الصلاة لا تبطل بها, وكذا إن كنت تعني بقولك إنها: أجلت جميع تطهيرها للنجاسات بعد الامتحانات }. أي أنها كانت تصلي وعليها نجاسة متحققة في بدنها أو ثوبها، أو كانت تصلي بغير وضوء فإن صلاتها باطلة لا تصح أيضا، لأن الطهارة من الخبث شرط في صحة الصلاة, ويجب عليها قضاء تلك الصلاة التي أبطلتها بكلام أو بنجاسة, وإذا كان واقع ابنتك ما ذكرت فلا شك أنه قد بلغ بها الوسواس مبلغا عظيما، وما ذكرته من مكثها في الحمام لثلاث ساعات, وشعورها بالضجر واستثقال العبادة ومسحها لما تجده من أثر رطوبة وغير ذلك هو نتيجة حتمية لاسترسالها مع الوسواس والاستجابة لدواعيه, وننصحك برقيتها الرقية الشرعية والاستمرار في أخذها إلى طبيب نفسي موثوق بدينه, وهذا من التداوي وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : .. يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً أَوْ قَالَ دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِدًا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُوَ قَالَ الْهَرَمُ. رواه الترمذي.
ويمكنك مراجعة بعض الفتاوى التي فيها نصائح وبيان لكيفية علاج الوسوسة في الطهارة والوسواس القهري وحاولي حمل ابنتك على العمل بما جاء فيها ما استطعت, فانظري الفتوى رقم 3086عن الوسواس القهري ماهيته وعلاجه , والفتوى رقم 162899عن علاج وساوس الطهارة , والفتوى رقم 156089, والفتوى رقم 155105عمن تعاني من الوسوسة في الطهارة و السبيل للتخلص منها .
والله أعلم .