الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن مثل هذه العادات التي تبيح المصافحة والتقبيل بين النساء والرجال الأجانب عادات باطلة مخالفة للشرع داعية إلى الفساد والشر، فلا يجوز الخضوع لمثل هذه العادات أو التهاون معها، وانظري الفتوى رقم: 125053.
ولا تحل الطاعة لمن أمر بذلك سواء كان زوجا أو أبا أو غيره، فإن الطاعة إنما تكون في المعروف، بل الواجب إنكار هذه العادات القبيحة وبيان حكم الشرع فيها، ولا عبرة بغضب من يغضب من الأقارب بسبب ذلك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول: من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس.
ولا شك أن المؤمن يقدم أمر الله على كل ما سواه ولا يستسلم لواقع يخالف الشرع، بل يبذل جهده في سبيل تغيير هذا الواقع وله في ذلك الأجر العظيم والخير الكثير، يقول الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: والواجب على المؤمن أن يحكم الشرع لا العادة، لأن الشرع هو الحاكم وهو الذي يجب علينا الرجوع إليه، قال الله تبارك وتعالى: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً، وقال الله تبارك وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ، وقال الله تبارك وتعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ـ وعلى هذا فالواجب العدول عن هذه العادات المخالفة للشرع والإنسان إذا ترك ما اعتاده وألفه طاعة لله ورسوله واتباعا لرضا الله ورسوله فإنه يجد بذلك حلاوة الإيمان ويطمئن قلبه وينشرح صدره.
والله أعلم.