الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن العدل أن يعطى كل ذي حق حقه، وهذا ما فعله الإسلام مع المرأة، حيث منحها حقوقها كاملة، وأما المساواة المطلقة بين الرجل والمرأة فليست من العدل في شيء، وراجعي الفتويين رقم: 61435، ورقم: 16441.
ومن أين لك أن الإسلام إنما فضل الرجل على المرأة لمجرد كون الرجل يجاهد في سبيل الله، والمرأة ليست كذلك، فهذا فقه لم نسمع به من قبل، والله تعالى يقول: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم { النساء:34}.
فقد فضل الله الرجل على المرأة في أصل الخلقة، ومن هنا أوجب عليه من التكاليف ما لم يوجبه على المرأة، ومن ذلك أمر الجهاد، فإنه يحتاج إلى القوة والبأس، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 138007.
والمرأة في الجنة كغيرها من أهل الجنة لها فيها ما تشتهيه نفسها، قال تعالى: لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد { ق:35}.
ولكن تنبهي إلى أن من الخطأ أن تقاس الحياة الآخرة على الحياة الدنيا، فليست هذه من تلك في شيء، فلا يقال في الجنة إن الرجل أفضل من المرأة أو إن المرأة أفضل من الرجل، كما أن أهل الجنة كل واحد منهم قانع بما هو فيه فلا يتطلع إلى ما عند غيره ليتم له النعيم المقيم في الجنة فلا ينغص عيشه فيها شيء، ويجمع الله بين الرجل وزوجته وذريته في الجنة ولو كان أحدهم قد قصر به عمله عن درجة الآخر، قال تعالى: والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء { الطور:21}.
وراجعي الفتويين رقم: 3102 ورقم: 96992.
فالمرأة لزوجها في الجنة، بل هي عنده أفضل من الحور العين، وراجعي النصوص بهذا الخصوص بالفتوى رقم: 117770.
ولا تتطلع المرأة في الجنة أصلا إلى غير زوجها، فلا تطلب زوجا من الحور العين أو الولدان المخلدين ونحو ذلك، فلا يقال إذن إن هنالك شيئا ناقصا، فليس في الجنة شيء ناقص أبدا، فالجنة لا بؤس فيها، ولمعرفة المزيد فيما يتعلق بنعيم أهل الجنة راجعي الفتوى رقم: 106230.
وأما فيما يتعلق بشهوة الرجل وشهوة المرأة وأيهما أقوى شهوة فراجعي الفتوى رقم: 6464.
وعلى كل تقدير، فلا يمكن الجزم بأن ما يكون في الجنة من أمر الأزواج راجع إلى أمر هذه الشهوة، فلا تقاس الدنيا على الآخرة كما أسلفنا.
وننبه في الختام إلى أنه ينبغي لكل مؤمن بالله واليوم الآخر أن يصرف همته إلى الجنة وسبيل الدخول إليها، ولا يشغل نفسه بمثل هذه الأسئلة التي ليس من ورائها طائل، وقد ورد إلينا منك سؤال مماثل لهذا مما يدل على انشغالك بهذا الأمر، وإننا نربأ بك أن تضيعي وقتك في التفكير في مثل هذا، فالوقت أغلى من أن يصرف في هذا.
والله أعلم.