الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنعم أيها الأخ الكريم، من مات على التوحيد موقنا أنه لا إله إلا الله غير آت بشيء من نواقضها فهو من أهل الجنة، وقد يدخل النار فيعذب بما عليه من الإثم وقد يغفر الله له، وهو إن عذب بما عليه فمآله إلى الجنة، وهذا مما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف واتفاق العلماء المعتبرين، قال تعالى: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء {النساء:116}.
وعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتاني آت من رَبِّي، فَأَخْبَرَنِي ـ أَوْ قَالَ: بَشَّرَنِي ـ أَنَّهُ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ.
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، والعجب منك أيها الأخ الكريم كيف لا ترضى وتقنع بكلام العلماء في هذه المسألة الخطيرة، وهم نجوم الهدى ومصابيح الدجى، ونحن ما ننقل إلا كلامهم ولا نتكلم إلا بما تكلموا به، والله عز وجل قد أمر بالرد إليهم وسؤالهم فيما يشكل، كما قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون{ الأنبياء:7}.
وأما تارك الصلاة فمختلف فيه بين العلماء؛ فمن حمل الحديث المذكور على ظاهره حكم بخروجه من ملة الإسلام ومن ثم يكون مخلدا في النار، ومن قال بأنه من جملة الموحدين حمل هذا الكفر المذكور في الحديث على أنه كفر دون كفر، وانظر للتفصيل الفتوى رقم: 130853.
وأما قوله تعالى في قاتل النفس: فجزاؤه جهنم خالدا فيها ـ فمحمول على طول المكث، أو أن هذا جزاؤه إن جوزي أو على غير ذلك من التأويلات.
وأما تأويل قوله تعالى: إنكم إذا مثلهم، فانظره في الفتوى رقم: 161043.
والله أعلم.