الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان الحال كما ذكرت فإن أخاك قد أساء إليك وكذلك أمك إذا كانت قد رضيت عما كان يريد فعله، لكن ذلك لا يبيح لك قطع أخيك، فإن صلة الرحم واجبة وقطعها من الكبائر، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلة أرحامنا ولو لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، وإن كانت أمك لا ترضى عنك إلا بدخول أخيك بيتك فلا يجوز لك منعه وعليك طاعة أمك في ذلك ما لم يلحقك ضرر معتبر من دخوله.
وعلى كل الأحوال فإنا ننصحك بطاعة أمك وصلة أخيك، فإن بر الأم وطاعتها في المعروف من أوجب الواجبات ومن أفضل القربات كما أن عقوقها من أكبر الكبائر، فاحرص على برها وطلب مرضاتها واحذر من مغاضبتها أو الإساءة إليها، جاء في الفروق للقرافي: قِيلَ لِمَالِكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لِي وَالِدَةٌ وَأُخْتٌ وَزَوْجَةٌ فَكُلَّمَا رَأَتْ لِي شَيْئًا قَالَتْ: أَعْطِ هَذَا لِأُخْتِك، فَإِنْ مَنَعْتُهَا ذَلِكَ سَبَّتْنِي وَدَعَتْ عَلَيَّ، قَالَ لَهُ مَالِكٌ مَا أَرَى أَنْ تُغَايِظَهَا وَتَخْلُصَ مِنْهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ أَيْ وَتَخْلُصَ مِنْ سَخَطِهَا بِمَا قَدَرْت عَلَيْهِ.
والله أعلم.