الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما يزيد بن أبان الرقاشي فهو من الصلحاء الزهاد، ولكنه ضعيف في الحديث كما بين ذلك أئمة الجرح والتعديل، وله في الزهد والمواعظ أخبار يستفاد منها، وقد قال عنه يحيى بن معين كما في التهذيب لابن حجر: رجل صالح وليس حديثه بشيء.
وقال الحافظ رحمه الله: وأخبار يزيد في الزهد والعبادة والمجاهدة كثيرة، وقال المعتمر بن سليمان: كان يقول إذا نمت ثم استيقظت فلا نامت عيناي وعلى الماء البارد السلام بالنهار، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله من البكائين بالليل لكنه غفل عن حفظ الحديث شغلا بالعبادة حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا تحل له الرواية عنه إلا على جهة التعجب. انتهى.
وهبتك ثواب الصوم له ينفعه ـ بإذن الله ـ ويبلغه ذلك الثواب والأولى لك أن تجعلي ثواب عملك لنفسك، وتدعي له بالرحمة، وانظري في مسألة هبة ثواب القرب للموتى الفتوى رقم: 111133.
وهذه الموعظة من يزيد ـ رحمه الله ـ حقيق بالعاقل أن يتأملها فإنه متى مات انقطع عمله، فليجتهد في إصلاح عمله وأن يقدم لنفسه ما ينفعه حين لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال ابن الجوزي في المدهش: وَكَانَ يزِيد الرقاشِي يَقُول فِي بكائه يَا يزِيد من يبكي بعْدك عَنْك من يترضى رَبك لَك.
فرحم الله يزيد ونسأله تعالى أن يوفقنا لما فيه صلاحنا في ديننا ودنيانا.
والله أعلم.