الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمرحلة المراهقة تعتبر مرحلة تغير ونقلة من ضعف إلى قوة، فيشعر المراهق فيها بالقوة والحيوية والحماس، وحب إظهار الشخصية والتميز، ومحاولة الاختراع والإبداع، ويبذل جهداً في الانتصار لما يعتقد، والاستماتة في تحقيقه، ولم يعد يتحمل ما كان يتحمله في صغره من ضرب وتأنيب خصوصاً أمام الآخرين، لأنه يشعر بالقدرة على التدبير والاستقلالية وحماية النفس والدفاع، ولذلك يبدأ يحاول الانتقام ممن أساء إليه أو سفهه.
هذه الطاقات في الشاب المراهق إما أن يسخرها في طاعة الله عز وجل، وإما أن يسخرها في سبيل الهوى والشيطان وفي اللهو واللعب وقضاء الشهوة ونحو ذلك. ولذلك ينبغي للآباء والمعلمين والمربين والمصلحين أن يهتموا بتربية النشأ على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحب الانتصار لدين الله سبحانه وتعالى.
وحينما نقرأ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نجدها مليئة بالصور المشرقة في الاهتمام بتربية الأطفال على العقيدة الصافية والأخلاق الكريمة لينشئوا نشأة طيبة، فإذا وصلوا إلى مرحلة الشباب كانت عندهم عقائد ومبادئ إيمانية يصرفون طاقتهم في نصرها.
كما أن كثيراً من الشباب المراهق الغارق في اللهو والشهوات والفتن المنتشرة في هذه الأزمان يحتاجون إلى دعوة بالحكمة ومعاملة بالحسنى، فيتوب الكثير منهم وينيبون إلى الله تبارك وتعالى ويصبحون أناساً مصلحين.
نسأل الله لنا ولهم التوفيق والرشاد.
ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم:
16541.
والله أعلم.