الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت حريصا على الجماعة فإنه يكتب لك الأجر بنيتك ـ إن شاء الله ـ إن كنت إنما تتخلف عنها لعذر، وليس تخلفك عنها لعذر مما يدل على كراهة الله لك أو أنه يريد ألا تطيعه، بل يرجى لك أن تدرك بنيتك ما يدركه الساعي بسعيه، ولكننا نخشى أن يكون بك شيء من الوسوسة، فإن كان كذلك فادفع عنك الوساوس ولا تلتفت إليها، واحرص على الأخذ بأسباب الاستيقاظ في وقت تتمكن فيه من إدراك الجماعة، فإن هذا هو ما تقدر عليه والله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فإن لم تتمكن من إدراكها مع أخذك بالأسباب فلا تشق على نفسك ولا تسترسل مع هذه المخاوف فإنك والحال هذه قد فعلت ما تقدر على فعله، فلا تبعة عليك فيما خرج عن قدرتك.
والله أعلم.