الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد دلت النصوص على أن الجن مأمورون منهيون، ففيهم الصالح القائم بالأمر والنهي، وفيهم الطالح الذي هو دون ذلك، فهم متفاوتون مثل تفاوت الإنس في ذلك، كما في قوله تعالى إخبارًا عنهم أنهم قالوا: وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا {الجن:11}، قال الإمام الطبري في تفسيرها :يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيلهم: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ)، وهم المسلمون العاملون بطاعة الله (وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ) يقول: ومنا دون الصالحين (كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) يقول: وأنا كنا أهواء مختلفة، وفِرَقًا شتى، منا المؤمن والكافر. انتهى.
وقال أيضًا في تفسير سورة الرحمن: هذه السورة، والأحقاف، وقل أوحي، دليل على أن الجن مخاطبون مكلفون مأمورون منهيون، مثابون معاقبون، كالإنس سواء، مؤمنهم كمؤمنهم، وكافرهم ككافرهم، لا فرق بيننا وبينهم في شيء من ذلك. انتهى.
والله أعلم.