حكم العمل في إعداد تقارير عن مبيعات الشركات

28-12-2011 | إسلام ويب

السؤال:
أولا أسألك بالله العظيم رب العرش العظيم أن تتعجل في الإجابة على سؤالي في أقرب وقت، فأنا في حيرة شديدة من أمري.
وأسألك بالله أن يتسع صدرك لسؤالي وأن تجيبني جوابا مفصلا.
أعمل في شركة لأبحاث التسويق والعمل وصفه كالآتي: أذهب إلى البقالة أو السوبر ماركت وأعطي من يعمل به هدية رمزية مرة كل شهر كي يتركني أدخل إلي البقالة أو المحل، وأقوم بحصر المنتجات التي بداخله، أقوم بعدها بالحبة، وتفرض علي الشركة أن أقوم بعدها بالحبة ، كل المنتجات، ثم بعد الانتهاء من هذا الحصر ، أطلب من المسؤول في البقالة أن يعطيني فواتير الشهر الماضي، كي أقوم في المكتب بعمل حصر آخر لمشترياته كلها في الشهر الماضي ، ثم بعد ذلك تأخذ الشركة ذلك الحصر مني ومن جميع الموظفين الذين يعملون بالشركة ليقوم متخصصون بعمل تقرير نهائي تقدمه الشركة لعملائها الذين تعاقدوا معها.
ومن قبل تكون شركتنا قد تعاقدت مع عملاء لعمل تقارير أو أبحاث عن منتجاتهم ومنتجات المنافسين لهؤلاء العملاء.
ويكون في النهاية التقرير الذي يصدر من شركتنا يتضمن بحثا مفصلا في جميع الأسواق عن منتجات العميل الذي تعاقدت معه شركتنا وأيضا تفصيلا لمنتجات المنافسين لذاك العميل.
فعلى سبيل المثال: ( قد تكون شركتنا تعاقدت مع إحدى شركات المشروبات الغازية ولتكن مثلا بيبسي، فهي تقوم بعمل أبحاث تسويقية عن منتجات الشركة، وأماكن توزيع الشركة وكمية التوزيع فى الأسواق، وكمية المبيعات وأشياء أخري كثيرة من هذا القبيل لشركة بيبسي. ليس هذا فقط ولكن أيضا يتضمن البحث الشركات المنافسة لبيبسي مثل كوكاكولا وجميع الشركات التي تنتج المشروبات الغازية كي تستفيد شركة ببسي من معرفة كل شيء عن منتجات الشركات المنافسة لها وكمية مبيعاتها وحجمها، وفي الحقيقة هذه هي المعلومة الأهم للعملاء أن تعرف كل شيء عن منتجات المنافسين وليس منتجهم فالشركة في الواقع تعرف كل شيء عن نفسها ومنتجاتها ) وهكذا ينطبق الأمر على كل المنتجات وجميع الشركات .
عند ما بدأت العمل في الشركة كنت أعرف أني أعمل في شركة أبحاث تسويق، ولكني لم أكن أعرف شيئا عن كيفية العمل، فقد اتفقوا معي أنهم سيقومون بتدريبي قبل العمل.
وهنا أود أن أعرف بعد أن قمت بشرح الأمر لفضيلتكم :
* _ هل يعتبر هذا العمل غير شرعي؟ وهل يعتبر هذا العمل من باب التجسس على الشركات الأخرى؟ ونحن بتلك التقارير التي تصدرها شركتنا لعملائها نضر بمصالح الشركات المنافسة لها، مع العلم أننا كموظفين نقوم بعملية الحصر ولا نعرف من هم العملاء الذين نقوم بعمل الحصر لهم ولا المنافسين، ولا يعرف هذا الأمر سوى المختصين في الشركة؟
* _ ذكرت لفضيلتكم أننا يتوجب علينا أن نقوم بعمل عد المنتجات بالحبة ، ولكن في أحيان كثيرة لا يقوم الموظفين بعمل هذا العد ويقومون بكتابة رقم عشوائي ، أو تقريبي وخاصة في المنتجات التي يصعب عدها مثل زجاجات المياه وزجاجات المياه الغازية وأكياس البطاطس ومنتجات الألبان. فهل هذا يجوز أو لا يجوز؟
* _ كما ذكرت لفضيلتكم تريد الشركة أيضا أن أطلب من المسؤول في البقالة أو السوبر ماركت أن يعطيني فواتير الشهر الماضي ولكن في الحقيقة أنا لا آخذ الفواتير وكذلك معظم الموظفين ، (( وقد تكون الشركة على دراية بهذا الأمر ولكنها تتجاهل ذكره بشكل معلن، ورغم علمها بهذا الأمر ولكن من المفروض أنني إذا سُئلت عن تلك الفواتير أذكر أنها موجودة )) ، وفي أغلب الأحيان صاحب البقالة يرفض أن يعطيني هذه الفواتير بمنطق ما الفائدة التي ستعود عليه إن أعطاني هذه الفواتير، فهو في أغلب الأحيان يأخذ منا هدية قد لا تساوي شيئا في أحيان كثيرة ، وفي النهاية نضع نحن أرقام مشتريات بالتخمين أو بالتوقع أو بالتقريب وهكذا معظم الموظفين ، فماذا في هذا الأمر ؟؟
4 – شيخنا الكريم نسيت أن اذكر لفضيلتكم أن من هذه المنتجات التي نقوم بعمل حصر لها هي السجائر والله أنا لم أكن أعرف بهذا الأمر إلا بعد انتهاء فترة التدريب وانا لم أعمل هذا الحصر للسجائر ابدا، ولكني دائما أضع أرقاما غير حقيقية للسجائر، ولا أنظر إليها ولا عددها ولا أنواعها وهل هي أصلا موجودة أو لا، ولا أعرف عنها شيئا، فأنا لم أعرف أبدا أنواع السجائر ولا شركاتها ، ولكني بعد فترة عرفت أن أكبر عميل من عملاء الشركة هو عميل السجائر ، تكاد أرباح شركتنا تقترب من 40 % من عميل السجائر فقط فهو الممول الأكبر لنا وهذا أيضا شيء لم يخبرنا بها أحد بشكل رسمي ، ويذكر بعض الموظفين على سبيل المزاح تلك العبارة القاتلة " السجائر هي اللى بتأكلنا عيش " فما الحكم في هذا الأمر
6 _ بوجه عام ما الحكم في هذا العمل وهذا الوضع بشكل عام ، وما حكم المال الذي أتقاضاه من الشركة علي الإجمال هل هو حلال أم حرم ؟
وهل يحل لي أن أحج بهذا المال ؟؟
وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقكم إلي ما يحبه ويرضيه فهو ولي ذلك والقادر عليه.

الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعمل المذكور قد تضمن بعض المحاذير ومنها :

1-حصر وعد المنتجات المحرمة كالسجائر مما يفيد منتجها ومسوقها، وهذا من التعاون على الإثم المحرم قال تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ. {المائدة:2}.

2-دفع مبلغ للعمال من أجل الإذن بالعد أو للحصول على الفواتير لا يجوز بذله إذا كان صاحب المحل يمنع من ذلك، فيشترط إذن مالك المحل ذاته بالتفتيش وبدفع المبلغ، فإن إذن بالتفتيش مجانا ولم يسمح العامل به إلا بمبلغ ولم تجد بدا من دفعه فنرجو أن يكون جائزا في حقك وحرام في حق الآخذ .

3-غش جهة العمل وخديعتها بكتابة أرقام غير صحيحة عن العدد أوالأسعار أوغيرها. وفي الحديث: من غشنا فليس منا. رواه مسلم.

وإذا استطعت تجنب هذه المحاذير فلا حرج عليك في ذلك العمل، ولا يعتبر تجسسا لأن البضاعة موجودة في المحلات وليست مخفية مستورة، ومأذون بحصرها وإجراء الأبحاث عليها . وإن لم تستطع تجنب المحاذير المذكورة فلا يجوز لك ذلك العمل.

والله أعلم.