الزوج الذي ثبت كفره فما موقف زوجته وعياله منه

12-1-2012 | إسلام ويب

السؤال:
نعيش مع رجل كثير الكفر والتفنن في ألفاظ الكفر، ثم يبدأ بالتدخين وتصبح غرفته مليئة بالدخان، ويحمل شيئا يُكسر بيده ثم يرميه على أحد أبنائه أو قريبا منهم، وقد حاولت هدايته، ويقول أنا أصلي ولكن لساني متبرئ مني وأنه يستغفر الله، وقد خفت أنا وعائلتي أن يجَنّ فلأنني أنا من دعوته وكنت حفيداً له تقبل الوضع، أما لو كان أحد أبنائه لشكا عنهم وسجنهم. هل يجوز لهذا الشخص أن يعيش مع جدتي ومعنا وماذا علينا أن نفعل، مع العلم أنه يسرق الماء ونصحناه بذلك. فهل علينا إثم في شرب هذا الماء مع أنه ما زال يسرق وما واجبنا الذي يجب أن نفعله؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فإذا ثبت كفر هذا الرجل فلا يجوز بقاء  زوجته  في عصمته، وأما عياله فعليهم السعي في هدايته، وفعل كل ما يمكن لإقناعه بالتمسك بالدين والتوبة من الألفاظ الشركية والأفعال المشينة  حتى يموت على الإسلام، فإن استجاب فبها ونعمت، وإن أصر على ما هو عليه والعياذ بالله تعالى فليحفظ له حقه من بره ومصاحبته بالمعروف مع الدعاء له وعدم اليأس من توبته وهدايته، فقد قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}، فقد أمر الله بمصاحبة الوالدين المشركين في الدنيا معروفاً، ومعروفاً أي ما يحسن.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: والآية دليل على صلة الأبوين الكافرين بما أمكن من المال إن كانا فقيرين، وإلانة القول والدعاء إلى الإسلام برفق. انتهى.

ويتعين رد الماء المسروق إلى أهله، ولا يجوز لكم الشرب منه.

وبما أن الماء أمره يسير فيمكنكم التفاهم مع أصحاب الماء فإما أن تستأذنوهم فيه، أو تتفاهموا على تعويضهم عما تحتاجون إليه منه.

 والله أعلم.

www.islamweb.net