الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا إثم على النائم إذا رأى أنه يمارس ما هو محرم شرعا، لأن ما يرى لا حقيقة له، و كذلك لا يعتبر تخيل فعل اللواط لواطا حقيقيا، ولا إثم فيه أيضا ما دام مجرد خيال وخاطر؛ لأن حديث النفس مما تجاوز الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه مسلم.
لكن ينبغي للمسلم حفظ خاطره وصونه ما استطاع عن الفكر في المحرمات وما لا فائدة فيه، فإن الكثير من الفساد منشؤه الخواطرالفاسدة.
قال ابن القيم في طريق الهجرتين : قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال: وهي شيئان: أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم فيجد العبد نفسه عاجزا أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة . انتهى.
وانظر الفتوى رقم :12544،والفتوى رقم :135420.
والله أعلم.