الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن الصلاة شرعت لإقامة ذكر الله تعالى، وأن أفعالها من قيام وركوع وسجود وجلوس كلها فيها معنى التذلل والتعبد لله تعالى، ولكن لا يجوز الكذب في تأويلها والتكلف السمج بمثل ما ذكره السائل، والأثر الذي ذكره عن علي ـ رضي الله عنه ـ أثر مكذوب لا أصل له في كتب السنة ودواوينها، وأمارات الكذب عليه ظاهرة، ومن ذلك قوله: إن من لم يعرف تأويل الصلاة فصلاته خداج ناقصة غير تامة ـ وهذا من الكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، فنبينا عليه الصلاة والسلام علم أصحابه كيفية الصلاة ولم يذكر لهم شيئا من التأويلات، وعلم الرجل المسيء صلاته كيفية الصلاة ثم قال له: فَإِذَا فَعَلْتَ هَذَا فَقَدْ تَمَّتْ صَلَاتُكَ وَمَا انْتَقَصْتَ مِنْ هَذَا شَيْئًا فَإِنَّمَا انْتَقَصْتَهُ مِنْ صَلَاتِكَ.
ولم يذكر له شيئا من التأويلات ولو كانت الصلاة ناقصة بدون علمها لبينها له ولم يقل له تمت صلاتك، والكتابان المشار إليهما لم نطلع عليهما، وإنما وجدناهما متداولان في المواقع الإلكترونية الخاصة بالمبتدعة المعروفين بالبدع المكفرة؛ ولذا ينبغي للأخ السائل أن يحذر منهما، وأن لا يقرأ إلا لمن كان موثوقا في عقيدته ودينه، كما قال ابن سيرين ـ رحمه الله: إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم.
ويغنيك عنهما كتاب: أسرار الصلاة لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.
وانظر الفتوى رقم: 38299، عن حكم قراءة الكتب المحتوية على البدع، والفتوى رقم: 67444، حول الدخول لمواقع المبتدعة ووصية قيمة لدرء الشبهات.
والله أعلم.