الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا نعلم أن أحدا من أهل العلم قال بنسخ الآية الأولى، لا بالثانية ولا بآية أخرى، بل هنالك من ذهب إلى أن هذه الآية الثانية منسوخة بآية السيف، وإن كان الراجح أنها محكمة، قال القرطبي في تفسيره: قال أكثر أهل التأويل: هي محكمة واحتجوا بأن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم: هل تصل أمها حين قدمت عليها مشركة؟ قال: نعم ـ خرجه البخاري ومسلم. اهـ.
وأماالإشكال الذي ذكره السائل فمنشؤه من قوله: إظهار العداوة أقله التكشير بالوجه والهجران الجميل!! وليس الأمر كذلك فإن إظهار العداوة يكفي في حصوله أن لا يجهل الكافر كراهيتك لدينه وما هو عليه من الباطل، وأنك من أجل ذلك تبغضه في الله تعالى، ولا يخفى أن هذا لا يتعارض مع البر والقسط، وحسن المعاملة وبذل الحقوق، بل لا يتعارض مع محبته محبة طبيعية لعلاقة خاصة، كمحبة الوالد والولد والزوجة، أو لأجل نفع قدمه أو لجميل عنده، وهذا قد سبق لنا تفصيله في الفتاوى التالية أرقامها: 161841، 128403، 166883، 9896.
كما سبق لنا إجابة عدة أسئلة للأخ السائل متعلقة بمثل هذه المسألة، في الفتاوى التالية أرقامها: 172449، 170573، 172857.
والله أعلم.