الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أظهرته من الندم والحسرة دليل على صدق التوبة وحسن النية، لكن من تمامها رد الحق إلى صاحبه والسعي في ذلك قدرالمستطاع والعزيمة على ذلك متى ما تيسر لك، وهذا الحق قد صار دينا في ذمتك، ونيتك الصادقة في رده وقضائه قد تكون سببا في عون الله لك، ولو أردت أن تعطيه السيارة في مقابل حقه ورضي بذلك فالعبرة بالثمن الذي تتفقان عليه سواء يساوي قيمتها بالسوق الآن أو الثمن الذي اشتريتها به أو أكثرمن ذلك، لكن ليس لك إلزامه بقبولها بدل حقه، ولو لم يتيسر لك قضاء هذا الحق الآن فلا يكون مانعا من استجابة دعائك أوعبادتك وعملك الصالح، وتوبتك صحيحة مقبولة ـ بإذن الله ـ لكنها لاتتم حتى تقضي الحق أو يبرئك منه صاحبه، فأحسن الظن بالله في قبول توبتك لصدق نيتك، فمن تاب تاب الله عليه، ومن أتاه يمشي أتاه هرولة، فاحمده على ما وفقك إليه من التوبة والإقبال عليه وأكثر من الدعاء ليثبتك على الحق ولا يزيغ قلبك بعد إذ هداك.
والله أعلم.