الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطلب الدعاء من الصالح الحي جائز كما دلت على ذلك نصوص كثيرة، منها توسل الصحابة في الاستسقاء بدعاء العباس وبدعاء يزيد بن الأسود وأمر النبي صلى الله عليه وسلم من لقي أويسا أن يسأله أن يستغفر له إلى غير ذلك من الأدلة، ولكن ينبغي أن يقيد هذا بعدم خوف الفتنة على الداعي أو غيره سدا لذرائع الغلو، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله: والتوسل بدعاء الصالحين مقيد بعدم الفتنة، بأن يكون دعاؤه سبباً لفتنته هو، أو لفتنة غيره، فإن خيف من ذلك ترك. انتهى.
ولا شك في أن السفر إلى شخص معين لطلب دعائه من الغلو الذي تخشى منه الفتنة، هذا إذا كان الداعي من أهل الصلاح حقا، فكيف والظاهر من حال هذا الرجل أنه ممن يستعين بالجن على معرفة المغيبات، وليس مجرد ذكره لله بموجب صلاحه وتقواه، فإن كثيرا من الدجاجلة يموهون على العوام بمثل هذا.
وعليه؛ فلا نرى لك أن تطلب الدعاء من هذا الرجل، بل ينبغي أن تحذر منه ومن الافتتان به والاغترار بحاله، واجتهد أنت في الدعاء لنفسك بخير الدنيا والآخرة، فإن الله تعالى يجيب دعوة الداعي إذا دعاه، ولا بأس في أن تطلب الدعاء ممن يغلب على ظنك صلاحه وأنه من المتابعين للسنة المطهرة بهذا الضابط الذي ذكرناه.
والله أعلم.