الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا كان زوجك على ما وصفتِ من دينه وصلاحه وخوفه من ربه، فأولى بك ثم أولى بك أن تتمسكي به، بل عليك أن تحمدي الله الذي وفقك لزوج ذي دين في زمان قلت فيه الديانة، ثم عليك أن تشكري وليك الذي اختاره لكِ زوجاً فامتثل بذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير. رواه الترمذي من حديث أبي حاتم المزني.
واعلمي أن الزوجة التي تطلب من زوجها الطلاق من غير سبب ولا مقتض حرام عليها رائحة الجنة، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أصحاب السنن وحسنه الترمذي.
ونصيحتنا لكِ أن تتقربي من زوجك أكثر وتتحببي إليه كما يتقرب هو ويتحبب إليك. وبعد الدخول إن شاء الله ستزول كل وحشة تجدينها الآن وسيتعمق الحب بينكما وستكونان بإذن الله نواة لأسرة مسلمة أسست بنياتها على تقوى من الله ورضوان.
وفي الأخير نقول للأخت السائلة: إن العلاقة الزوجية ليست لعبة في يد المرأة تتصرف فيها حيث شاءت، بحيث تريد الطلاق لأدنى شعور سلبي لها اتجاه زوجها أو نحو ذلك من الأمور التافهة التي لا يخلو منها بيت ولا تنجو منها أسرة، لذا فعليك بطاعة زوجك والسعي في كل ما من شأنه أن يحببك إليه ويحببه إليك، مما ليس فيه معصية الله.
هذا وقد أجبناك على أساس أن هذا الرجل قد عقد عليك فعلاً -كما هو الظاهر من طلبك منه أن يطلقك- إذ لا يطلق إلا من قد زوج، وإن كنت أنت لا تزالين تسميه خطيباً.
والله أعلم.