الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي من عليك بالتوبة من هذه العادة الخبيثة، وعليك أن تثبتي على توبتك، وتحذري من استدراج الشيطان واتباع خطواته، واعلمي أن ما وقع منك من الاستمتاع بلمس الثدي وغير ذلك من وسائل استدعاء الشهوة داخل في معنى العادة السرية كما بيناه في الفتوى رقم : 78683.
وأما السائل الذي خرج منك فالظاهر أنه هو المذي وهو موجب للوضوء وتطهير ما أصابه من البدن والثوب، ولبيان أنواع الإفرازات الخارجة من فرج المرأة وحكم كل منها انظري الفتوى رقم: 110928. ولبيان الفرق بين مني المرأة ومذيها انظري الفتوى رقم: 128091.
أما مجرد الخيالات والخواطر إذا لم يترتب عليها عمل فلا مؤاخذة بها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم. متفق عليه.
لكن احذري من التمادي مع هذه الخيالات فإنّ الاسترسال معها باب إلى الفتنة والفساد.
قال ابن القيم: قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال : وهي شيئان أحدهما حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء لأنها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال. طريق الهجرتين.
واحذري من تخذيل الشيطان وإيحائه لك باليأس والعجز عن التوبة، فذلك من وسوسته ومكائده، فاستعيني بالله وتوكلي عليه، وسوف تجدين التيسير والإعانة –بإذن الله- وأكثري من الدعاء بإلحاح ، ونحن لا نعلم دعاء مخصوصا لمثل هذا الأمر، لكنّ الدعاء عموماً من أنفع الأسباب لتحقيق كل مطلوب مشروع، واعلمي أن خوفك من النفاق دليل صدق وعلامة خير ، فأبشري خيرا وأحسني ظنك بربك فهو سبحانه أرحم بنا من آبائنا وأمهاتنا وأنفسنا، وهوقريب مجيب.
والله أعلم.