الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس ما تستنكره من دوس زملائك على الموضع المرسوم عليه صورة الكعبة منكرا، ولا حرج في هذا، وإن كان الأولى الصلاة على سجادة ساذجة ليس فيها شيء من الصور تحصيلا للخشوع ودفعا لما قد يشوش على المصلي صلاته.
قال العلامة عبد الله بن عقيل في جواب نحو هذا السؤال: لا أعلم في استعمال السجادة لغير الصلاة مانعا شرعيا، ولا محذورا في دوسها بالقدمين على الصورة التي فيها، فإن الإنسان يدخل الكعبة، وهي بيت اللَّه -تعالى- ويدوسها بأقدامه من غير نكير، لكن البحث الذي هو أهم من هذا، هو استنكار الصلاة على السجادة التي فيها نقوش وتصاوير؛ لنهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك في حديث عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما انصرف قال: "اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم؛ وأتوني بأَنْبِجانيَّةِ أبي جهم، فإنها أَلهتني آنفا عن صلاتي" . قال العلماء: فيستدل بهذا الحديث على كراهة الصلاة على المفارش والسجاجيد المنقوشة، وكراهة نقش المساجد، وكراهية ما يشغل عن الصلاة من النقوش ونحوها، مما يشغل قلب المصلي. انتهى.
وبه تعلم أنه لا إثم عليك في ترك تلك السجادات ولا يلزمك تبديلها ولا نهي من يدوس بقدمه على موضع صورة الكعبة كما مر.
والله أعلم.