الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلفظ الإسرائيليات نسبة إلى إسرائيل وهو نبي الله يعقوب عليه السلام، وقد أصبح لفظ الإسرائيليات علماً على ما أخذه المسلمون عن أهل الكتاب من اليهود والنصارى، سواء أخذوا ذلك عنهم مشافهة أو من كتبهم، وقد أخذ المسلمون عنهم ذلك، ونقلوا أخبارهم للعبرة والاتعاظ انطلاقًا من قول النبي صلى الله عليه وسلم: وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، هذا فيما لم نعلم كذبه أو مخالفته لما أخبر به الكتاب والسنة، وإلا فلا تجوز روايته والاعتبار به.
قال صاحب عون المعبود شرح سنن أبي داود: قال مالك: المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا. وانظر في ذلك الفتوى رقم: 143441.
وأما أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فليست من الإسرائيليات، وما كان منها أخبارًا عن بني إسرائيل، فإنه من الأخبار التي جاء بها الإسلام، وما ثبت منها عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، فهو حق، لأنه صلى الله عليه وسلم قد قال عنه ربه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4].
والله أعلم.