الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوضعهم للمال ببنك ربوي دون أن يكون ذلك شرطا من قبل هيئة الحج لا يجوز لهم ابتداء مع وجود بنك إسلامي يوفر تلك الخدمة،لأن إيداع المال بالبنك الربوي فيه إعانة له ولو كان المال يسيرا والمدة مؤقتة، لكن ما دام سحب المال وتحويله إلى بنك إسلامي غير ممكن الآن إلا بإلغاء التقديم للحج ولن يتمكنوا من التقديم إلا بعد سنتين فلا يلزم سحبه ويجوز لهم إبقاؤه، ولعل أقرب نظير لهذه المسألة ما ذكره كثير من أهل العلم من جواز بذل مال المكوس أو الرشوة إذا تعين بذلها للسماح بالحج، بل يرى بعضهم لزوم بذل المال المحرم غير المجحف لأجل الحج. قال ابن حامد : إن كان ذلك مما لا يجحف بماله ، لزمه الحج ؛ لأنها غرامة يقف إمكان الحج على بذلها ، فلم يمنع الوجوب مع إمكان بذلها ، كثمن الماء وعلف البهائم .انتهى من المغني لابن قدامة .
ولو ترتبت على المبلغ فائدة فيتخلص منها بصرفها في مصالح المسلمين.
والله أعلم.